أفول زمن السراب! 

          ادّى هول انفجار مرفأ بيروت منذ قرابة السنة، والذي لمأ يزل الى اليوم مجهول الفاعل ككل التراجيديا اللبنانية، الى ان يعي العالم انّ الأوان آن لنهاية السراب اللبناني القاتل.

اول من استدرك الامر رئيس فرنسي حضر الى بيروت المدمرة، وحيدا، فيما لم يجرؤ احد من الزويعيمييّن اللبنانييّن رفع صلاة على أنفس ضحايا عاصمة اعطت للشرق معنى الحياة، وللغرب سر البقاء. عاين الدمار، وسمع الغضب، فشهد “أنّ ما حدث صورة لما يمكن ان يقود اليه امر لم يتم الاهتمام به، او لم يعد موضع اهتمام.”

عبارة مرّت، لكننا ندرك اليوم انّها كانت جرس دفن زمن السراب القاتل الذي تنعّم به زويعيميّو لبنان منذ نهاية التطاحن العسكري، حيث اعادوا تدوير أنفسهم حمامات سلام، بعدما كانوا اتقنوا ادوار الداعشية بحق لبنان واللبنانييّن. وقد كان للشيراكيّة الفرنسيّة مساهمة فاعلة في الباسهم اقنعة هذا التدوير، على المسارح الداخلية والاقليمية والدولية.

انتهى زمن السراب بنهايتهم. فبعدما نهبوا المسرح اللبناني وخدعوا المسرحين الاقليمي والدولي، فضحوا ادوارهم وادوار بعضهم. وكشفوا انّهم ليسوا مجرد كومبارس فاشل ادّعى البطولة في صون كرامة جمهوره بوجه طغيان الآخر، بل واحد أحد في الحفاظ على “اوميرتا” الشركة المافيوية التي اقاموها على انقاض لبنان.

كيف لا؟ ها الزويعم السنّي الوارث المفلس يعترف انّه والزويعم الشيعي السرمدي واحد. وهذا الاخير وسيد خلق الشيعة واحد في ولايته، إذاً السني والشيعي واحد. ولمّا كان الزويعم المسيحي المستلحِق وسيّد خلق الشيعة واحدأ، فيكون هو والسنيّ واحد. فيما الدرزي المتلوّن يمتطي كلّ احد منهم ليكون وايّاه واحدا.

اجل، إنتهى انتحال الشيعي دور الحَكَم، والسنيّ دور الرافعة الدولية، والمسيحيّ دور شمّاعة الحقوق، والدرزي دور المستشرف دوران المستقبل، ولم تعد تنفع المكابرة.

عهدنا: لن يكملوا “ع اللي بقيوا”… منّا.

غدي م. نصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى