الغجر وشبعا وكفرشوبا.. الفخ الكبير!
أن تبتلع إسرائيل الجولان بأكمله بما فيها هذه المزارع فأمر طبيعي بالنسبة لدمشق هو ثمن بقاء حاكمها على كرسيّه، أما أن تقبل دمشق رسمياُ بلبنانية المزارع فمسألة فيها نظر.. ولا يزال اللبنانيون يمنّون النفس بامتلاكها لأنها أصبحت حجة حزب الله القائمة القاعدة لمقارعة إسرائيل الشفهية واسترجاع “تراب الوطن”!
هذا هو الفخ الكبير بل الألعوكة التي بات يتشدق بها سياسيو الحزب ومن لف لفهم . لأنهم يشددون أنه جزء من ترسيم الحدود البحرية.
قرية الغجر تناهز الآن الألفي مواطن جميعهم من الطائفة العلوية الهاتفة جهاراً بالولاء للوطن الأم سوريا فيما تحمل بأغلبيتها الجنسية الإسرائيلية، هي الفخ الكبير متعدد المخاطر.
منذ أربع سنوات، أقرّ البرلمان المُصغّر الإسرائيلي بإيحاء من نتانياهو التنازل عن جزئها الشمالي لصالح لبنان، دون إي ذكر لتوقيت الإنسحاب منه. لكنه تبين حينها أنها كانت خطوة لإبداء حسن النية لدى واشنطن، وتسريع صفقة الطائرات المتقدمة؟ ذلك أن إسرائيل تعلم يقيناً أن التخلي عن جزء من البلدة استحالة في حد ذاته، إذ من غير المعقول أن تُقسم لنصفين، جنوبي سيبقى تحت الإدارة الإسرائيلية، وشمالي في ظل الحكومة اللبنانية، وسكانها جميعاً من الأقرباء الذين لا بد أن يتواصلوا.
ربما يصبح هذا معقولاً بعد استتباب السلم والصلح مع إسرائيل. فهل تكون هذه الخطوة توطئة لذلك تتماشى مع ترسيم الحدود البحرية القائمة حالياً؟
لم تكن الغجر يوماً أرضاً لبنانية منذ رحيل الفرنسيين الذين لم يبتّوا بموضوع الحدود السورية/اللبنانية وكذلك الحكومات اللبنانية المتعاقبة. سكانها يرفضون الجنسية اللبنانية ويفضلون الإستمرار في ظل إسرائيل أو الرجوع إلى سورياً، ودمشق سكتت عندها أمام العرض الإسرائيلي بمقايضة الغجر بالمطالبة اللبنانية بمزارع شبعا وكفرشوبا اللتين لم تكونا أيضاً أرضاً لبنانية، بل أُعلنتا كذلك (شفهياً) من حافظ الأسد غداة انسحاب الإسرائيليين المفاجئ من الجنوب بهدف إعطاء حزب الله – كما قدّمنا – حجة الاستمرار في المقاومة ليس إلا، ولا تزالان سوريتين إلى ما شاء الله في عُرف حكام دمشق حتى بعد أن “طارت” الجولان بأكملها لصالح إسرائيل…
د.هادي ف. عيد