عيد سعيد!
وأخيراً وجد سياسيو الأزمة اللبنانية على اختلاف توجهاتهم قاسماً مشتركاً فيما بينهم وهو أن يُحوّلوا أفراحنا أتراحاً وأن تمر الأعياد المباركة المجيدة حزينة مشوبة بالقلق على مستقبل بلدنا وأولادنا، فليس مهماً لديهم أن تنهار مؤسسات البلد وما بقي من مقومات استمراريته، ولا يعني لهم شيئاً تضعضع الوضع الاقتصادي ووصوله إلى شفير الهاوية، وغير ذي شأن أن تطلّ الفتنة بأنيابها مهدّدة بالتفجير، المهم هو أن تتمسّك كل فئة برأيها وثوابتها وقناعاتها وحصصها.
لقد أشاح هؤلاء السياسيون بوجوههم بعيداً عن المأساة المعيشية للناس وعن مطالبهم بحدها الأدنى، وغضّوا الطرف عن نداءات العقلاء الذين دعوا إلى إنقاذ الوطن دون شروط مسبقة ودون عناد ومكابرة.
لكن الحق يقال انّ السياسيون بعيدون عن الملامة طالما نحن ارتضينا أن نتصرّف مثل النعاج التي تقاد إلى حتفها في مذبح المصالح الفئوية والأنانية، فلم نرفع أصواتنا رفضاً لهكذا مصير ولم نزلزل الأرض تحت أقدامهم دفاعاً عن مستقبلنا ومستقبل أولادنا وأحفادنا.
أردد مع الشاعر أحمد الصافي النجفي: «إنّا لفي زمن لفرط شذوذه … من لا يجنّ به فليس بعاقل»!
عبد الفتاح خطاب