فهمي وفهمك سوا!
لو كان وزير داخليتنا الفهمي في بلد متطور وديمقراطي لأُجبر على الإستقالة فوراً، وربما لكان مثُل أمام القضاء. لكنه في لبنان بلد الحيتان وفي حكومة مستقيلة أصلاً وفصلاً.
قد يكون الوزير العتيد “شريف وآدمي”، لكنه على ما يبدو لا يواكب تطوّر العصر ولا يزال يحبّذ القرون الوسطى. نشير طبعاً إلى ما قاله في مقابلة تلفزيونية عشية الحجر بعدما سُئل لماذا منع “الديليفري” نهار الأحد: ” خلّي النسوان يطبخوا شوي”.
موقع المرأة يا سيّد فهمي ليس في المطبخ كما كان الحال أيام “ستّي”، والطبّاخون الأكثر شهرة في العالم أغلبيتهم رجال، أما في عصرنا الحديث فالنساء أصبحن رئيسات جمهورية لبلدان عظمى، ورئيسات حكومة فاعلة، ورئيسات مجالس إدارة لشركات كبرى، وغيرها من المواقع المرموقة. فلا داعٍ للعودة إلى عصور الجاهلية.. فهمي وفهمك سوا.
أكيد أن فهمي ليس شريراً ولا عنصرياً، لكن زلّة لسان من موقعه رنّانة بل متفجّرة. وإن كان لا يدري مصيبة وإن كان مقتنعاً بقوله فالمصيبة أعظم. وإن كان هذا الكلام، والثرثرة العقيمة التي سبّبها، يدلاّن على شيء فهو أننا لا نزال في بلد متخلّف وشعب لا يثور إلاّ عند التعدّي على دِينه.. أما عرضه فسمَح باستباحته!
حركوش