لا نريد “خِربِر” السّخرة”

 

أيعقل أننّا بتنا ” خِربِر” لسياساتكم الممنوعة من الصّرف.

حياتنا أفرغت من الأوزان، بينما أوزانكم ليست إلاّ من العيار الثقيل!!!

فلول الطيور همّت بالرّحيل، بعدما تبلّلت أغصان السّنديان، وصار اخضرار أوراقها ينادي الوعد السحيق.

ما بالكم ” العَتْرة علينا والعَنْترة عليكم”.

قضيّتنا مطبوخةٌ ومحضّرةٌ  وجاهزةٌ ، لكن لا ينقصها، إلاّ الجرأة المطلوبة!

ما نريده هو الصندوق الأسود وليس صندوق ” الفرجة”، فأنواؤكم بحاجةٍ إلى همّةٍ شمّاء، همّة قبطانٍ عزمه رصين الإزار.

ما بالكم، نحن لا نريد ” السّخرة” إنّما نريد الرحمة ولو على حساب “بصبوص الفعالة”. وَهمكم أهلكنا، لأنّ الحقيقة تقول : من سمائهم تعرفونهم، لقد عرفناكم وحفظناكم،” وبزيادة”

العمر ضيّق المجال ، والوهم فسيح المجال، ابتعدوا عن الأوهام واجعلوا رايتكم لبنان!

الحلول الخارجيّة مطروحةٌ، والمساعي الفرنسيّة مسبوكةٌ، والمساعدات الألمانيّة محبوكةٌ، فما عليكم إلا توقيع “الإنجليز والأميركان” حتى يتحوّل لبنان إلى فدراليّةٍ محليّةٍ مطعمّةٍ بفدراليّةٍ دوليّةٍ!

أيعقل أن يموت الحبّ في لبناننا عند ريعان شبابه؟

أيعقل أنّ الخبالة أصبحت الجامع المشترك؟

أيعقل أن سعير مواقفكم أحرقت الأمل؟

أيعقل .. أيعقل.. أيعقل

مسكينٌ لبنان، أصابه صداعًا أليمًا أفقده توازنه، ونقله إلى مجرّات أهوالٍ ومصائب، بعد أن ابتعدت عن عيون السّاسة مرآة الأوطان.

ونحن ما هو مصيرنا، يا وطني؟!

أهملوك، وحطّموك، مسكينةٌ رائحة الحبقِ يا وطني، مسكينةٌ هي، فلم يعد رحيقها يعبق في أرجاء أمكنتنا، بل انتقل إلى مساكن خياليّةٍ، لعلّها تستفيق من غفوة السّياسة.

ماذا يمكنه أن يواجه رئيس الحكومة المكلّف بعدما استبدلت السّهام المنقذة، إلى ” نقيفة قصب”، وهذا خير دليلٍ على أنّ المجال أصبح قصيرًا، وبالتالي الخيوط الانقلابيّة باتت على المحّك، صارخة: ” عليّ وعلى أعدائي يا ربّ”

ونحن في الانتظار!!!

    صونيا الأشقر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى