هذا الوطن لنا غصب عن رقبتكن كلكن!
يا رؤوس السلطة، إقبلوا السطور التالية من مواطنة فقيرة معزولة عن قرف الأحزاب وسخافة الطوائف وكل ما أجهدتم أنفسكم لسنوات ببناءه لتفريقنا.
أنتم أفقدتم أنفسكم الشرعية وإحترام الناس وأنتم من تتفوهون بكلمات منمّقة ووعود استبسالية ثم بعد سحسوح الحلفاء تتراجعون.
أنتم من وعد بإنجازات ولم ينفذ إلا صفقات وسرقات، وكلما سنحت لكم الفرصة تختلسون المزيد من الأموال والأملاك من دون أن يرف لكم جفن أو يئنُّ ضمير.
وأنتم من تفضحون هذه السرقات بالملفات والأرقام وتهددون بالملاحقات القضائية وكأننا لا نعلم أن بعض الذين وضعتموهم وراء مطرقات العدل شركاء في أعمالكم المشبوهة!
قد لا تكون فتيلة الثورة بريئة وقد يكون شيئاً من اتهاماتكم وأوهامكم السخيفة المستقاة من خيالكم الواسع المتواطي والمتواطىء، قريب من الحقيقة قرب الأرض الى الشمس وقرب لبنان من أن يكون وطناً.
ولكن… هذا العجوز وذاك الشاب والأب الذي ينتظر مولوده الأوّل الذين أوصلتموهم الى البحث في براميل النفايات حيث رموا كراماتهم مقابل فتات ليسوا بخيال وما من أطراف خارجية قد تدفعهم الى ذلك، بل جشعكم وإجرامكم ووقاحتكم هم السبب.
كل دمعة أمّ ذرفت في سبيل حقّ ذهب مع ابنها ولم تسترجعه وكل حرقة طفل حرم من الذهاب الى المدرسة وكل شاب وشابّة حرموا من بناء مستقبل سوياً وكل فتاة تحطمت أحلامها هم نار الثورة وهم أجيجها.
أنتم اتبعتم سياسة التفقير كي نبقى تحت رحمتكم لكنكم لم تنتبهوا الى أننا لم نعد نملك شيئاً! ومن ليس لديه شيىء يخسره مستعد لفعل أي شيء! لن نفقد الأمل ولن نذهب بحثاً عن هويات في الخارج لأنكم لا تستحقون هذا الوطن. لبنان ينتفض لينفض الغبار عن هويته ومن تحت الرماد سنصنع لنا وطناً غصب عن رقبتكن كلكن!
اليانا بدران