Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

“اطلبني عالموت بلبّيك”.. يا جاني ويا متآمر!

تغاضت لأكثر من نصف قرنٍ الدّول العربيّة عن أزمة الفلسطنيّين في الشّرق والتي تحوّلت إلى مُعضلة، وها هي اليوم تتطاير شظاياها نيرانًا وتهديداتٍ وتحدّياتٍ من أميركا وإسرائيل الحليفتَيْن في السرّاء والضرّاء (والتي تصلح فيهما الأغنية القائلة: “اطلبني عالموت بلبّيك”!) إلى مِصر والأردنّ لإلزامهما تحت ضغط الوَعيد بإيواء أصحاب الأرض والقضيّة في أرضهما، ونعني بأصحاب الأرض الفلسطنيّين. وبتعبيرٍ آخر، تهجير الفلسطنيين قسرًا ممّا تبقّى لهم من مساحة ومن ثمّ وضع قطاع غزّة تحت رعاية إسرائيليّة بالدّرجة الأولى وأميركيّة ومن تكلّفه هذه الأخيرة من الدّول. ولكن السّؤال الذي تلحقُ به “شكوك دامغة” هو التالي: هل سينجح هذا المخطّط؟ هل سيمرّ دون تصعيدات ميدانيّة عالميّة؟ باختصار، هذا هو الثّمن الذي يدفعه المرء أو المجتمع أو الدّولة عندما يغضّ الطّرف عن الظّلم والشّر منذ البداية وعندما يكون بذرة صغيرة. فالتآمر مع الجاني ضدّ المجني عليه لن يُجنَى منه إلاّ الويل للمتآمر والجاني، و”اخبزوا بالأفراح”.

توازيًا مع انهمار نيران الدّبابات الإسرائيليّة على قطاع غزّة، وتساقط سهام صواريخ القسّام على مناطق إسرائيليّة، غدت الطّفولة فريسة إجرامٍ لا يرحم، وهي أنياب الإسرائليّين بحجّة أنّ قتل الأطفال يحمي حياة الإسرائليّين ويُطيلُ أعمارهم في الأرض، خوفًا من أن يُقتلوا على أيادي هؤلاء الأطفال في المُستَقبَل. لنتذكّر هُنا دماء هابيل الذي قُتلَ على يدِ شقيقه قايين كيف صرخت دماؤه المهدورة إلى خالقِها، وسمعهَا الرب الذي ساءل بل حاسَب قايين لجريمته.

في كتاب صدر عام 1971 بعنوان “الهاغاناه، جيش إسرائيل السري”،La Haganah, l’armée secrete d’Israël  يقول المؤلف تيري نولان، Thierry Nolan الذي يمتدح الـHaganah، سلف التشاهال،TSAHAL إنه منذ الأعوام 1918-1920، حظر اليهود الأرثوذكس في البلدة القديمة في القدس الميليشيات الصهيونية. الدوريات: “لقد عرف الجنود منذ زمن طويل أن أسوأ أعدائهم ليسوا العرب، ولا الأتراك المهزومين، ولا الإنجليز الذين يستوطنون، بل اليهود الذين يظلون متقاعسين وغير آبهين”.

وهذا ما يحدث اليوم، اليهود ليسوا معنيين بحروب زعمائهم ولا يشعرون بالإنتماء لهذه الأرض، فكيف ستنجح حربهم؟

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى