Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

الأطلال!

في زمن التبدّلات الطارئة، الأميريكيُّون مثل مسيحييِّ لبنان لا إستراتيجيَّة لهم.

يا لسخافة الأقدار إذ يتلاقى مسيحيُّو لبنان- الذين شاءت ذات سبعينيَّات قرنٍ، ادارة أميركيَّة ترحيلهم عن لبنان لاجئين الى بقاع فارغة لتحلَّ على حسابهم أزمة الشرق الأوسط -، والادارة الأميركيَّة الراهنة المقصيَّة من الشرق الأوسط والمُستقوى عليها من رئيس فرنسيِّ يممَّ شطر الصين مبشِّراً بضرورة عدم الإتِّكال على الولايات المتَّحدة الأميركيَّة.

مساكين مسيحيُّو لبنان، هم قبل أيِّ شيء ضحايا أنفسهم إذ لم يعرفوا أن يستأهلوا الوطن الذي ناضلوا بهدف تحقيق كيانه قروناً من إضطهاد وإبادات، فخسروه وراحوا يتلَّهون بأوهام الإتّكال تارة على أمٍّ حنون وطوراً على آباء متحنِّنين، لعلّ وعسى تعوِّض ثلاثين من فضَّتهم ما هو من الله وإليه.

ومساكين الأميريكيّون، هم قبل أيِّ شيء ضحايا أنفسهم إذ لم يعرفوا أن يستأهلوا إمبراطوريَّة برزت لهم من قرون إضطهادٍ وظلاماتٍ وإباداتٍ، لتكون نواة عالمٍ جديدٍ قائمٍ ما بين الحلم والواقع، الحقِّ والعدالة، الحريّة والديموقراطيَّة، فإذا بهم يخسرونها من الداخل قبل خسارة سطوعها في الخارج.

في لعبة الأقدار، الخاسرون لا يكتبون التاريخ الآتي لأنَّ الحاضر ما عاد وديعتهم.

فماذا سيُقال عن مسيحيِّي لبنان؟ هل يُكتَبُ أنَّ كرسيَّاً طار من أيديهم وَفُرِضَ عليهم-من تواطىء رئيسٍ فرنسيٍّ إستمات في دور السمسار لعلَّ الفوائد تعوّض عليه هزالة بلدٍ ما عرف كيف يحكمه، مع الحزب إلالهوي المؤدلج من ملالي الفقيه الأعظم- أن يؤتى شاغله ممَّن بالكاد يستفكُّ حرفاً من الحروف التي إبتكرها أجداده لريادة التخاطب مع تحديَّات العالم؟

وماذا سيُقال عن الأميريكييِّن؟ هل يُكتَبُ أنَّ أواخر رؤسائهم ما عرفوا أن يحكموا إمبراطوريَّة طارت من أيديهم، فتمرجلت على أدوارهم قوى من تقليدٍ لا إبتكار، ومن رمالٍ لا آفاق؟

في الإنهيارات الجسام، وحدها الاطلال تبكي على ما كانت عليه قبل السقوط العظيم.

غدي م. نصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى