المشكلة مشكلة “أزرار”!

واقعنا في لبنان شبيهٌ بهذه القصّة الطّريفة:

هناك رجلٌ حمصيٌّ أراد مراسلة ابنه الذي يعيش في السّويد:

إبني سامي الحبيب، أكتب لك هذه الرّسالة الشّفافة، إن لم تصلك با بنيّ، أخبرني لكي أرسلها لك مرّةً ثانية.

أكتب لك ببطءٍ لأنّني أدرك بأنّك لا تجيد القراءة بسرعة، هذه الرّسالة سوف أرسلها لك مع أخيك “سامر” المتوّجه إليك، وهو الآن نائمٌ لذلك سأضعها في جيبه كي لا ينساها، وكما تعلم، بأنّ أخاك ينسى كثيرًا ، فإذا نسي أن يعطيك الرّسالة، مدّ يدك إلى جيبه اليمن وخذها.

حبيبي “سامي”، الطّقس هنا في حمص رائعٌ، لم تتساقط الأمطار الأسبوع الماضي إلا مرّتين فقط ، المرّة الأولى استمرّ المطر ثلاثة أيامٍ والثّانية أربعة أيام.

وبالنّسبة إلى المعطف الذي تريده، فإنّ “أزراره” ثقيلة، وتكلفة شحنه باهظة، لذلك قمت بنزع “الأزرار”، ووضعتها في الجيب اليسرى للمعطف.

أختك “نديمة” حامل، لكنّنا لا نعرف حتى الآن ما هو جنس المولود، لذلك لا أستطيع أن أخبرك إن كنت ستصبح خالاً أم عمًّا.

لقد ذهبنا مع أخيك “نديم” إلى الشّام من أجل التّمويه، لكنّه للأسف الشّديد وقع بمشكلةٍ كبيرة، فقد أقفل سيارته وترك المفاتيح بداخلها، فاضطّر بالعودة إلى حمص لكي يجلب المفتاح الآخر ويخرجنا من السّيارة.

ملاحظة“:أردت أن أضع لك بعض النّقود في الظّرف، لكنّني للأسف تذكّرت ذلك بعد أنّ أغلقته!!!

والدك الحنون..، أحبّك كثيرًا.

ألا تعكس هذه الرّسالة واقعنا الذي لم نعد نعرف ” كوعه من بوعه”؟!

وكلّ هذا بفضل رسائلكم ” المغلوطة” التي عندما تُسأل عن موقع أذنها اليمنى، فبدلاً من أن تدلّ على أذنها بشكلٍ مباشر، فنراها تلفّ يدها اليسرى وراء رأسها متوجهةً صوب أذنها اليمنى.

وتسألون بعد، لماذا مشكلتنا هي مشكلة “أزرار”؟!

صونيا الأشقر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى