“ألتّوطين المقنّع” “لصفقة القرن”!

إنجرّ بعض الساسة اللّبنانيّين وراء “صفقة القرن” من حيث يدرون ومن حيث لا يدرون. وانجرّ بعضُ المواطنين اللّبنانيّين وراءَ المادّة القذِرة، ففضّلوا شراءَ السّلعِ بأسعارٍ جدُّ متدنّيةٍ من المحال التّجاريّة السّوريّة على الأراضي اللّبنانيّة، واستقدام عمّال سوريّين من مختلف المجالات الحِرَفيّة، متجاهلين المواطنَ اللّبنانيّ الذي بات “يشحذُ لقمةَ عيشه” وقد أصبح مواطنًا درجةً ثانية في بلده الأمّ، بسبب اجتياح النّازحين السّوريّين أرضَ لبنانَ. أمّا بعضُ المواطنين من نوعٍ آخر، أيْ في رتبة المسؤوليّة الوطنيّة، فتنهشُ قلوبَهم وغرائزَهم الطّائفيّة الحالكة. إذ إنّهم يريدون استخدامَ النّازحين السّوريّين، الذين ينتمون بغالبيّتهم السّاحقة إلى الطّائفة السنيّة، قنبلةً موقوتة بوجه “حزب الله” الشّيعيّ، فيسعَوْن مع بعض الأيادي السّوداء من الدّاخل والخارج إلى “التّوطين المقنّع”.

لقد كلّف النّزوح السوري لبنان بحسب رئاسة الجمهوريّة اللّبنانيّة أكثر من 10 مليار دولار أميركي، ولا تزال المعابر الحدوديّة غير مضبوطة، كما حركة تنقل “النازحين” من والى لبنان غير مضبوطة.

أيُّ سخريةٍ هي هذه؟! إنّها خطّةٌ من عشراتِ الخُطط ل”صفقة القرن” التي ستفشلُ حَتمًا!

وفي مقلبٍ طائفيّ آخر، يُضاهي الطّائفيّةَ اللّبنانيّةَ شرًّا وكيْدًا، هو الفرز الدّيموغرافي الحاصل حاليًّا في سوريا من قِبَل بشّار الأسد من دون حفظ الألقاب، في العديد من المناطق السّوريّة، والذي يرتكز على تغيير هُويّات المناطق السّوريّة وهويّات أهلها لمآرب محض انتخابيّة وسياسيّة. وبالتّالي وعلى خطّ متواز تأتي عُقدة التّجنيد الإلزاميّ التي تجعلُ معظمَ الشّبابِ السّوريّ يُصرُّ على بقائه في لبنان…

في النّهاية، إيمانُنا كبير أنّ كلّ هذه العُقد ومن يدعمُها من دول أوروبيّة وعربيّة وسياسيّين لبنانيّين فاسدين وسياسيّين سوريّين ساقطين، ستندثرُ لا محالة، وستتبدّد الغيومُ الرّكاميّة بعد هذه “الفوضى الخلّاقة” التي دامت سنواتٍ مريرة.

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى