Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

أنصاف رجال و”مخصيّون”!

وافق الشّعبُ اللبنانيّ بتوقيع حكّامه بل زعماء ميليشياته على أن يكون حقلَ تجارب دول الخليج ودول الغرب ودولة بني فارس، وسواها من دول الغُرف الحالكة، لا بل وافق هذا الشّعبُ على أن يكون من سكّان بابل وقد ضاهاهم فوضى، علمًا أنّ مدينة بابل اكتست عظمة كبرى في ذلك الوقت وجذرُها الكلاميّ يعني في اللغة الأكادية القديمة: “باب الله”. أمّا في لبنان، وبغضّ النّظر عن معنى كلمة هذا الوطن السّامي وهي “قلب الله”، فإنّ مَن هم فيه ليسوا أهلاً لشيء من الفضيلة بحَسَب ما تبيّنَ لغاية اليوم.

وهذه النّوعية من الحكّام تعود ذهنيًّا ونفسيًّا وسلوكيًّا إلى الأزمنة البدائيّة، إلى مؤسّسي مدينة بابل ومدن العصر الحجريّ، ولكن، حتّى في هذا الإطار لا يصلح بتاتًا هذا التشبيه، لأنّ رجال العصر الحجريّ حققوا انجازات كبيرة بالنّسبة لزمنهم، فيما هؤلاء، وتكنولوجيا عبور القارات متوفرة بين أيديهم، ويُصرّون على طمر الشّعب ومؤسّسات الدّولة بالقعر أكثر فأكثر. لا يصلح بهؤلاء إلاّ بأنّ يُطمروا هم أنفسهم في قعر مدينة بابل والتي بحسب رجال الحفريّات والجيولوجيا فـ”إنّ الطّبقة السُفلى لبابل ترجع إلى نحو 40000 سنة ق.م.”.

معظمُ حكّام لبنان “الزّور” لهم أسعار، وأسعارُهم تُحدّد مُسبَقًا من الخارج، لأنّهم مجرد سلعٍ من إنتاج دول خارجيّة، تَستَخدمُها فقط لسياساتها في الدّاخل اللبنانيّ. وغالبًا ما يسيلُ لُعابُ السياسيّين والأحزاب اللبنانيّة على المُحفّزات الماليّة، وبالتّالي ترفعُ من أسعارها كلّما لاحظت أنّ عمليّات الشّراء والبيع لكراماتهم قابلة للمراوغة.

باختصار، جميعُهم مُراوغون ودجّالون، من الثنائي إلى الرباعي و”العُشاري” وحتّى الأحادي، والحقيقة أنّهم مجرّد أنصاف رجال “ومخصيّون”، “كبّ مازوت واحروق”.

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى