أيها الجواد الجموح قف هنا!

مع بزوغ الفجر وصياح الديك معلناً عن صباح جديد عليك كل يوم ان تتعلم الركض سريعاً، ان تركب قطارا لا يتوقف او شراعاً يتعارك مع الامواج، او طائرة تترنح مع العواصف في السماء، عليك ان تبقى بعيداً، عن طرقات الارض وساحلها وجبالها بعيداً عن الزواريب والارصفة قبل ان تلحق بك الذئاب وتنهشك الضباع، الذين سرقوا ثياب الايمان، وأحاطوا انفسهم بوشاح النفاق والدجل، او الذين دعسوا على جبين الاطفال وتمنياتهم وآمالهم، وتربعوا على عرش السلطة واعتبروا انفسهم اولياء على الوطن، زرعوا نياشين الاجرام والحقد على صدورهم وأشعلوا النار في الحدائق الخضراء المشعّة بنور السماء.

عليك كل يوم ان تتعلم الركض سريعاً قبل ان ينال منك الموت فتكسب بضعة ايام تدخل معها نفق الظلام، وتضيع مع سواد الليل دون ان تكتشف لأي مصير تذهب تجد نفسك وقد تهت داخل اساطير الدجل والحكايات المضحكة.

مع صدور عدد “الدبور” اكون قد دخلت عمر 73 سنة، ايها العمر الابله ايها الجواد الجموح قف هنا…!!!

جهاد قلعجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى