“بيّ أقوى من بيّك، وجدّي عاش أكثر من جدّك”!

لن تذهبَ هدرًا وهباءً دماءُ 200 ألفِ شهيدٍ، ناهيك عن الجرحى والمنكوبين، فقد صرخت دماؤُهم للخالق،  وأجابَها فورًا : “لي الإنتقام وأنا أجازي”(على ما جاء في رسالة مار بولس إلى العبرانيّين 30:10). إذًا، نهايةُ طُغْمَة الأوغاد الحاكمة شارفت على الإندثار والتحلّل، وهم يُحاولون الثّبات بشتّى أساليبهم البالية والتي ولو حدّثوها، فلن يستمرّوا إلاّ لأشهرٍ معدودة. شأنُهم شأنُ كثيرٍ من الزّعماء والأنظمة حول العالَم، إلاّ أنّ ما يعنينا هو طُغمةُ العُهر والعَار في دولة لبنان “العظيم” (ولكن ليس كما سمّاها يومًا ما أحدُ رموز هذه الطّغمة الخبيثة). وأيّةُ مُفارقةٍ مُضحكة هي هذه؟! بل أيّ تناقض هزليّ هو هذا؟! دولة عظيمة بتاريخها وتُراثها وحاضرها، تضمُّ حكّامًا “زعرانًا” لا دينَ لهم ولا تاريخًا مشرّفًا ولا حاضرًا رفيعًا، ولن يكون لهم مستقبل ودور في دولة لبنان الإزدهار التي ستَخرجُ عمّا قريب إلى الضّوء.

مهما فعلوا وابتدعوا ونظّموا جلسات تشريع نيابيّة، فالحُكمُ مُبرمٌ على أعناقهم وقد ضاقت بهم خياراتُهم من رأس الهَرَم إلى أسفله، وهذه السُّلالة من السّياسيّين ستُباد، وقلناها سابقًا: “مارح يبقى مين يخبّر”! “والأنكى” من كلّ ذلك أنّهم عادوا إلى قواعدهم العَوْجاء، وكأنّ المرفأ لم ينفجرْ، ولم يتدهور الإقتصاد! عادوا إلى المُماحكات والكيديّات السّياسية والرّد والرّد المُضاد، وإلى “بيّ أقوى من بيّك، وجدّي عاش أكثر من جدّك”، وإلى المُحاصصات الطّائفيّة حتّى في الحقائب الصّغيرة في الحكومة، وكلّ ذلك دليل دامغ على إفلاسِهم. لنتأمّل ولنترجّى خيرًا، لأنّ الأقنعة سَقَطَت، وظهرت العَوْرات على شناعتها!

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى