حكومة شكّلنا … ثقة من وين منجيب؟!

إن ظننتم أنه مع ولادة الحكومة بعد مخاض سنة وشهر، توقف مشروع الاذلال ولن نعود “شحادين” فأنتم مخطئون. إذ أن “الشحادة” بدأت اليوم على أبواب الدول العليّة المتحكمة بترسيم المنطقة بناءً على نتائج المفاوضات. وبطبيعة الحال لأن كل المخططات والصفقات تمرّ من تحت أنفنا فستكون لنا حصّة بالتداعيات ولعلها تكون هذه المرّة إيجابية.

لن أقرع جرس الشؤم على هذه الحكومة التي وُلدت بعد “شمطة” أذن خارجية وحاولوا إيهامنا بأنها وليدة إرادة داخلية مشتركة، ولكن لا داعي للإفراط بالتفاؤل. وقبل أن تهللوا تذكروا تاريخ من عملوا على تشكيلها ومسلسل “إنجازاتهم” ولا تسمحوا لأنفسكم بخلق أمل وهمي بالانقاذ ولو شهدتم على تحركات بهذا الاتجاه، لأن اليد الطويلة كلما أعطيت مجال تمتد أكثر.

تذكروا ولا تتجاهلوا من سرق منكم أحلامكم، من هجّر أولادكم، من شهد على كميات من النيترات تدخل المرفأ لمرات ومرات ولم يحرّك ساكناً لمنع الكارثة. تذكروا من كذب عليكم ووعدكم ولم يفِ ليس مرّة واحدة بل مرّات، تذكروا من رافق منظومة الأراعن السارقين في مخططاتهم للاستيلاء على أموالكم و”لحس إصبعه”. تذكروا من ينام على ثروات وأهله يبحثون في براميل النفايات عن فتات خبز!

هذه الحكومة أبصرت النور وستبدأ العمل لأن ليس أمامها إلا هذا الخيار هدفها كما قيل لنا الإنقاذ (إذا بعد في شي ممكن إنقاذه) ومن أجل هذه الغاية تريد بناء الثقة مع الخارج “بالتملق” وقد تستطيع، أما مع الداخل أي المواطن فلا تسهّلوا عليهم هذه المهمّة ولا تفقدوا الذاكرة. هذه الحكومة هي فرصة لنتنفس الصعداء ولكن العبرة تبقى بالتنفيذ … مسرحيات ذرف الدموع لا فائدة منها إذا كنتم تشعرون معنا فتحرّكوا!

اليانا بدران

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى