زهرة إسمها المحبّة!

ماذا يفعل رمضان بفانوسه الذي يكاد ينطفئ بين أناس دون ايمان، سرقوا أثواب الآلهة، واحتلوا المسارح، يتقنون الدجل، والتهريج، لم يتركوا للوطن جيباً لم يسرقوه، ويدعسوه، وابتسامة الغدر والسفاهة والأنانية مطبوعة على صدورهم وجبينهم..

حزين هو رمضان، ضاعت الأحرف عن الكتب المنزلة، واحترقت الصفحات البرّاقة عن رفوف المكتبات.

ما من شيء يعيد له الأمل والفرح، بعد ان سحب عظماء الوطن، لقمة العيش من افواه الحزانى والفقراء، وتمادوا في تعريتهم حتى من الأرغفة اليابسة التي يبحثون عنها بين بقايا النفايات والاكياس العفنة.

رمضان هذه السنة سقط عن جلد السماء نحو الهاوية، امتنع عن الكلام، مزّق لغة التأنيب، ابتلع الاحرف المزيّفة، والمعطّرة بالحب والتضحية، واليسر تمنّع عن الصلاة، رمى بقنديله نحو الموج الصاخب ليسود الظلام على قمم الجبال ويتساقط الثلج الابيض مع الطين والشوك والمسامير. ورمضان يصرخ قائلاً: لن اعود ايتها الدموع اليتيمة الا حين اعلم ان اشجار بلادي قد اورقت وتفتّحت براعمها عن زهرة اسمها المحبّة.

جهاد قلعجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى