Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

شعبٌ “غليظُ الرّقاب” لا نفعَ فيه!

تتعدّد جهات الحسْم الحزبيّة في معضلة الانتخابات الرئاسيّة، وتحديدًا في جلسة الـ14 من حزيران 2023. أوْعز رئيس تيار المُستقبل المعزول سعد الحريري لأتباعه في البرلمان اللبناني بعدم السّير بأيّ مرشّح من قِبل خَصْمَيْه السياسيَّيْن: القوّات اللبنانيّة والتيّار الوطنيّ الحر. حَسَم الثنائيّ الشيعيّ أمره باعتماد مبدأ “التقيّة” التي تُخفي في طيّاتِها مضامين سياسيّة-طائفيّة مطمورة، وأكثرها وضوحًا هو إعادة السّيطرة على البلد والإطباق على أنفاسِه من مُتَنَفَّس رئاسة الجمهوريّة وبالتّالي الزّعامات المسيحيّة. وحَسَم الثلاثي المسيحي أمره من جهتِه، لناحية إغلاق الطّريق في وجه سليمان فرنجية بترشيح جهاد أزعور، وتوحيد صوتهم.

ويظهرُ جليًّا أنّ عمليّات الحَسْم والحَسْم المضاد في الإنتخابات الرئاسية ستتوالى في الأيّام المُقبلة، وكلّ ذلك ليس إلاّ تمريرًا للوقت، بل مضيعة للوقت، وبرهانًا إضافيًّا أنّ الشّعب اللبنانيّ يشبه الشّعب اليهوديّ يوم حرّره موسى النبيّ من طغيان فرعون، وبعد مرور أربعين سنة في البريّة لم يألفوا لا الحريّة ولا الإستقلال ولا السيادة ولا حتّى الإيمان، حتّى قال عنه الرب صراحة: “هذا الشّعب غليظ الرّقاب”! بتعبير أوضح، إنّ الشّعب اللبنانيّ الممثل بسياسيّيه “غليظ الرّقاب”، فقد أصبح من شبه المؤكَّد أنّه لن يُجيد استخدام لا المُواطنة ولا الوطنيّة ولا السيادة. لبنان مركّب من مجموعة شعوب متناحرة، لا نفع فيها!

فمن سيكون الحَاسِم والأَحْسَم في الجلسة الإنتخابيّة المُقبلة؟ الإجابة: الفراغ حتّى إشعار دول القرار، عن شعبٍ فاقدٍ للقرار السياديّ.

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى