عقوبات مشرّعة!

 

لا يتذرّعن أحد بالمبادرة الفرنسية لوضع عراقيل خرافية لتغطية مشاريع ومصالح مشبوهة مفادها شلّ البلد للمقايضة. نقولها بوضوح: فرنسا ستوافق على أي حكومة يختارها اللبنانيون، شرط ان تكون نزيهة وشفافة تفتح مجال الدعم.

حذّرنا المسؤولين اللبنانيين مرارا من مغبة الاستمرار في سياسة الالغاء التي أدت الى نحر الوطن،الى ان أصبح العالم اجمع يعتبرهم وباءً خطيراً يجب مكافحته. وقد عبّر الرئيس الفرنسي مؤخرا عن الاشمئزاز العارم من سياسيينا، كل سياسيينا، معتبرا ان الأوان آن للتعاطي معهم بأسلوب مختلف.

قرار العقوبات لم يتخذ بعد لكنه قيد الدرس من قبل فعاليات سياسية فرنسية واوروبية لطالما اعتبرت انه الحل الوحيد. وقد بدأ يشاطرها الرأي أصحاب القرار، لذا باتت جميع الاحتمالات… مشرّعة!

تناغم مضحك مبكي!

لم يكن امين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله مهادناً في اطلالته الاخيرة، وكأنه محرج ويحاول تهييج الشارع من باب التحدّي. هو يدرك ان كل كلمة يتفوّه بها تتحوّل الى مشروع سجال وطني، والأرجح انه يتمتّع بردّات الفعل.. وكذلك اخصامه الذين يستفيدون من الظرف للاستنكار، وغيرهم لحشد الساحات لساعات قبل ان تهمد الهمم ليعود كل الى كآبته.. باستثناء سياسيين صغار يزايدون للتظاهر الإعلامي الفارغ.

انه لتناغم مضحك مبكي، يكشف التدني السياسي المريب.

ترسيم حدود داخلية!

اهم ما في خطاب السيد حسن نصر الله، اتى في الختام حيث قال “لا نزال نراهن على الدولة، وإلاّ سيكون لكل حادث حديث”. من الضروري ان يكشف رئيس الجمهورية وباقي الرؤساء الفرضيين، ما ورائيات هذا الكلام الخطير الذي يشكّل مدخلا لاتخاذ قرارات أحادية “إنقاذية” لشلّته، ترجمتها تقسيم الشعب والأرض.

الوضع لا يحتمل أي غموض او تمييع، ففي الأمر مصير وطن جريح مشرذم، تتقوقع جماعاته كل واحدة في زاويتها، راسمة حدوداً وهمية.

جوزف مكرزل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى