عَ نار حامية!

تُطبخ الطبخة المحلية الاقليمية على نار حامية ولكن أجيجها غير ظاهر للعين المجرّدة. رئيس الحكومة المنظم بأعماله بدأ حراكه باتجاه صندوق النقد الدولي لأنه وكما بات معلوماً ومبتوتاً لا مفر من ذلك الكأس، سنتجرّع علقمه لأنه أفضل الممكن. وزّع وزراءه كل في جولاته وعلاقاته ولقاءاته بهدف استجرار الغاز الذي سمحت لنا اليد الأميركية باستجراره وتشرف على كل خطوة نخطوها في هذا الاطار. فيما ايران المحاذية تقوم بجولاتها التأكيدية على استجلاب المزيد من النفط الى لبنان ووقوفها الى جانبه. فيا عزيزي اللبناني لا تخف من فقدان المادّة ولا تخشَ أن تنقطع، “الكل بدو يساعدك” ولو أن سعر الصفيحة تخطّى قدرتك اذهب وقف في الطوابير واملأ خزانك واطبق فمك!

اطبق فمك وانتظر، مهلاً على الحكومة الجديدة، خذ نفساً عميقاً ولو ان نفَسك مقطوع من كثرة الكدّ للبقاء على قيد الحياة، وانتظر لترى ما في الخرج. صحيح أنهم يتناقشون ويتقاتلون على اقتراحات ومشاريع قوانين متعلقة بالانتخابات وانت تعيش على العتمة وتحت رحمة مافيا المولدات ولكن لا بأس، انتظر لعلّ الفرج يأتي على يد من سرقك في حكومات سابقة!

تلك النار الحامية لن تسلق ما تبقى منك أيها اللبناني فلا تخف لأنك أصبحت كالمومياء لا تتأثر لا بِحرارة ولا ببخار، ولن تتحلّل مهما اشتدت الظروف عليك. وان عاد الدولار ليرتفع الى الـ 23000 وراتبك على الـ 1500 ستتأقلم وتكمل حياتك، وان تراكمت عليك الفواتير ومهما طالت فقدرتك على الاستمرار أقوى من كل مذلّة وشحار وتعتير!

اجلس في قعر تلك الطبخة، وتجاهل النار التي تحتك ولا تستنظر أن تتذوق منها رشفة لأنك عنصر من عناصرها والوليمة تقام على شرفك وأنت الطبق الرئيسي.

اليانا بدران

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى