من رصيف لرصيف قاتل ومقتول!

المنازل تحترق،

والحديقة تيبّست من كثافة الدخان وعيد الميلاد على الأبواب، ولم  يبقَ في لبنان شجرة واحدة، يعمد بابا نويل على تلوينها وتزيينها وإنارتها.

اختفت الشمس خلف الغيم الأبيض لم تعد تنير جبين الأطفال.

إنحنت آمالهم في وطني مع الجوع والحزن والانتظار.

انتطار فجر جديد، تلعب الفراشه فيه بحريّتها في حديقتها السحرية مع لسعات النسيم، ويبحث فيه الغزال بطمأنينة وشغف عن عشبه الأخضر.

إنتظار نعم في قلب لهفة، مزحة، على فراش يتلاشى مع الظلام ويختفي عن وجه السماء، ولا يبقى فوق الصخور والحافة سوى دموع المطر المشتعلة بالاستغراب والقهر الذي يدمّر ويقتل.

البسونا عباءه الزيف التي ضحكت علينا وغشّتنا وخنقتنا.

منذ البداية من رصيف لرصيف قاتل ومقتول وما بين وبين وهم ووجع ودجل وتهريج.

جهاد قلعجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى